في السنوات الأخيرة، شهدت الرعاية الطبية تطورًا كبيرًا في استخدام أجهزة التنفس داخل المنزل، فقد أصبح من الممكن أن يتلقى المريض تنفسًا صناعيًا دون الحاجة للبقاء في المستشفى، وذلك بفضل التقدم الواضح في أنواع أجهزة التنفس الحديثة، والتي صُممت لاستخدامها بسهولة وفعالية في المنزل.
خلال هذا الفيديو يستعرض الدكتور أحمد بشير-استشاري أمراض الصدر والحساسية وأمراض النوم- التطور الكبير الذي شهدته أنواع أجهزة التنفس المنزلية المختلفة، ودورها الفعّال في تحسين حياة المرضى المصابين بالأمراض المزمنة.
أهمية أجهزة التنفس الصناعي في المنزل
يوضح الدكتور أحمد أنه بفضل التقدم في مجال الإلكترونيات، أصبح من الممكن استخدام أنواع أجهزة التنفس الصناعي بسهولة داخل المنزل، ما يساعد المرضى على التعايش مع أمراضهم دون الحاجة إلى التردد المستمر على المستشفيات.
ما أنواع أجهزة التنفس المنزلية؟
تتنوع أجهزة التنفس المنزلية التي تساعد مرضى الجهاز التنفسي على تخطي أعراضهم بسهولة دون الحاجة إلى التوجه للمستشفى، ومن أبرز أنواع أجهزة التنفس:
جهاز الأكسجين المنزلي
يوفر هذا الجهاز دعمًا تنفسيًا فعالًا لمرضى التليف الرئوي، ومرضى الفشل التنفسي، الأمر الذي يساعدهم على استكمال علاجهم منزليًا دون الحاجة إلى نقلهم للمستشفى، ما يسهم في توفير أسرّة لمرضى آخرين داخل المستشفيات.
جهاز التنفس الصناعي المنزلي "Home Ventilator"
يوضح الدكتور أحمد أن جهاز التنفس الصناعي المنزلي يعد نقلة نوعية في تقديم الرعاية الصحية داخل المنزل، فهو يوفر للمريض بيئة شبيهة بالعناية المركزة في المنزل تحت متابعة طبية وتمريضية.
يناسب هذا الجهاز المرضى الذين يعانون ضعفًا في عضلات التنفس الناتجة من الأمراض المزمنة أو المشكلات العصبية التي تؤثر في كفاءة عضلة الحجاب الحاجز، وعادة ما يستخدم هذا النوع لكبار السن الذين يعانون صعوبة في التنفس أو شرقة متكررة.
أجهزة التنفس "CPAP" و"BIPAP"
يعد كلا منهما من أنواع أجهزة التنفس التي أحدثت فرقًا واضحًا في علاج انقطاع النفس في أثناء النوم، إذ تعمل هذه الأجهزة على تحسين تدفق الأكسجين للمريض خلال النوم، ومع ذلك ينبغي استخدامها بصورة منتظمة تحت إشراف الطبيب.
إلى هنا ينتهي حديث الدكتور أحمد بشير عن أنواع أجهزة التنفس المنزلية وفيما يلي نستعرض -نحن فريق ميديكازون- الفرق بينها وبين وتلك المستخدمة في المستشفيات، موضحين الحالات التي تستدعي استخدامها، والآثار الجانبية المحتملة لاستخدامها.
الفرق بين أجهزة التنفس المنزلية والمستخدمة في المستشفيات
تختلف أجهزة التنفس المستخدمة في المنزل عن تلك المستخدمة في المستشفيات، فتلك الأجهزة المستخدمة في المستشفى تُعرف باسم "invasive ventilation" وتعتمد على إدخال أنبوب في مجرى الهواء من خلال الفم، أو الأنف، أو شق جراحي في القصبة الهوائية، وذلك تحت إشراف فريق طبي مختص، وعادة ما تستخدم في الحالات الحرجة أو في أثناء العمليات الجراحية.
على الجانب الآخر، تعتمد أنواع أجهزة التنفس المنزلية "non-invasive ventilation" على تثبيت قناع على الوجه فقط، دون إدخال أنابيب في مجرى الهواء.
دواعي استخدام أجهزة التنفس المنزلية
تسهم أجهزة التنفس المنزلية في تحسين جودة الحياة لدى المرضى الذين يعانون من بعض المشكلات الصحية، مثل:
- أمراض الرئة المزمنة، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن "COPD".
- ضعف عضلات التنفس نتيجة أمراض عصبية، مثل التصلب الجانبي الضموري، أو شلل الأطفال.
- اضطرابات التنفس في أثناء النوم، مثل متلازمة انقطاع النفس النومي.
- حالات الفشل التنفسي المزمن التي تتطلب دعمًا تنفسيًا طويل الأمد.
تساعد هذه الأجهزة في الحد من البقاء في المستشفيات وقت طويل، إضافة إلى تقليل خطر العدوى، وتعزيز شعور المريض بالاستقلالية في الحركة، والنوم، والتواصل.
كيف يعمل جهاز التنفس الصناعي المنزلي؟
يعمل جهاز التنفس الصناعي المنزلي على مساعدة المريض في عملية التنفس من خلال ضخ الهواء إلى الرئتين بضغط مناسب، ما يخفف من الجهد الذي يبذله الجسم في أثناء التنفس، ويتصل الجهاز بقناع يُثبت على الأنف أو الفم، وقد يستخدم بصورة مستمرة أو على فترات منفصلة وفقًا لتوصية الطبيب المعالج.
يمكن برمجة الجهاز وضبطه تبعًا لحالة كل مريض، إذ يمكن التحكم في كل من الآتي:
- معدل التنفس (عدد الأنفاس في الدقيقة الواحدة).
- كمية الهواء الذي يدخل إلى الرئتين.
- نسبة الأكسجين في الهواء الداخل.
الآثار الجانبية لاستخدام أجهزة التنفس الصناعي
قد يؤدي استخدام أجهزة التنفس الصناعي إلى بعض الآثار الجانبية المحتملة، والتي تتمثل فيما يلي:
- جفاف أو تهيج في الأنف والفم بسبب تدفق الهواء المستمر.
- صعوبة التحدث في أثناء ارتداء القناع.
- الشعور بعدم الراحة أو اضطراب في النوم، وخاصة في بداية استخدامه.
- التهابات جلدية ناتجة عن الاحتكاك بالقناع.
في بعض الحالات النادرة، قد يصاب المريض بالتهابات رئوية أو مشكلات ناجمة عن الاعتماد الطويل على الجهاز دون مراقبة طبية دقيقة، لذا من الضروري استخدام الجهاز تحت إشراف طبي كامل.
ختامًا، تلعب أجهزة التنفس الصناعي المختلفة دورًا جوهريًا في حياة عديد من المرضى، إذ تساعدهم على ممارسة أنشطة حياتهم اليومية بأقل قدر من المعاناة، ومع تطور الأجهزة وتعدد أنواعها أصبح بإمكان المرضى تلقي العلاج في منازلهم، الأمر الذي يمنحهم قدر من الراحة والاستقلالية، ويحد من المخاطر الطبية المرتبطة بالإقامة الطويلة في المستشفيات.
تعرفوا إلى مزيد من المعلومات عن أنواع أجهزة التنفس الصناعي من خلال مشاهدة مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- كيفية التنفس ما بعد عملية القلب المفتوح
- تأثير اعوجاج العمود الفقري في وظائف التنفس
- اعراض لحمية الأنف