في ظل الضغوط المتزايدة والتحديات اليومية المتتالية، أصبح علاج الحالة النفسية السيئة وغير السوية ضرورة لا غنى عنها للحفاظ على التوازن النفسي والعاطفي، فالصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، واضطرابها قد يؤثر سلبًا في مختلف جوانب الحياة، سواء على صعيد العلاقات الشخصية أو الأداء المهني والاجتماعي.
خلال هذا الفيديو تستعرض الدكتورة سالي الشيخ -استشاري أول طب نفسي بكلية الطب القصر العيني- أهمية علاج الحالة النفسية ودوره في تحسين جودة الحياة.
ما الهدف من علاج الحالة النفسية؟
توضح الدكتورة سالي أن الهدف الأساسي من العلاج النفسي هو تحسين جودة حياة المريض، ومساعدته ليكون أكثر تفاعلًا وإنتاجية، فالمرضى الذين يعانون من بعض الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب، والوسواس القهري، والذهان، أو غيرها، قد يميلون للعزلة والانطواء، ويفقدون القدرة على العمل، أو الدراسة، أو التفاعل مع الآخرين.
وهنا يبرز دور العلاج النفسي في إعادة دمج هؤلاء المرضى في حياتهم العملية والاجتماعية، وتمكينهم من التركيز والإنجاز، وتحسين علاقاتهم الشخصية والمهنية، والتخلص من التأثير السلبي للاضطرابات النفسية فيالحياة اليومية والصحة الجسدية.
تأثير الاضطرابات النفسية في الحياة اليومية
تؤكد الدكتورة سالي أن بعض الأمراض النفسية قد تجعل الشخص ينسحب من محيطه الاجتماعي، ويرفض التفاعل مع الآخرين، ما يؤثر سلبًا في علاقاته وأدائه الوظيفي، وقد تصاحب هذه الأمراض عدد من السلوكيات المؤذية، لذا يعد علاج الحالة النفسية أمرًا ضروريًا لتحقيق حياة متوازنة ومستقرة.
العلاقة بين الصحة النفسية والصحة الجسدية
إذا اختلت الصحة النفسية فستختل الصحة الجسدية، إذ أن الجسد هو مرآة النفس، وقد صنف الأطباء مجموعة كبيرة من الأمراض الجسدية ضمن ما يُعرف بـاسم "الأمراض النفس-جسدية"، التي تنشأ بسبب الضغوط والمشكلات النفسية المُهمل تشخيصها وعلاجها بصورة مناسبة.
لماذا لا يزال البعض يرفض العلاج النفسي؟
توضح الدكتور سالي أن هناك عديد من المعتقدات الخاطئة المتوارثة التي تجعل المجتمع ينكر أهمية علاج الحالة النفسية السيئة، وذلك نظرًا إلى اعتقادهم أنه يدل على الجنون أو الرفاهية، فنجد أشخاصًا يسافرون لتلقي العلاج النفسي في الخارج سرًا كي لا يعلم أحد بذلك في مجتمعاتهم.
بل ويُفضل البعض التوجه إلى "شيخ" أو أداء مناسك العمرة بدلاً من زيارة طبيب نفسي، رغم أن جميع تلك الأمور الروحانية جيدة، إلا أنها لا تُغني عن العلاج المهني المُعتمد، فالمشكلة تكمن في المفاهيم المغلوطة، وليس في النية الحسنة.
من الذي يحتاج إلى زيارة الطبيب النفسي؟
تؤكد الدكتورة سالي أن جميع الأشخاص يحتاجون إلى زيارة الطبيب النفسي بين الحين والآخر، بمن فيهم الأطباء، يحتاجون إلى زيارة الطبيب النفسي، فمعظم الأفراد يعانون من صراعات داخلية مزعجة لا يعلم بها أحد.
فعندما يواجه الشخص مشكلة نفسية ويحاول حلها مرارًا دون جدوى، فمن الأفضل الاستعانة بطبيب مختص في العلاج النفسي للحصول على تقييم موضوعي، ونصائح مهنية تساعده على تجاوز تلك الأزمات.
تختتم الدكتورة سالي حديثها موضحة أن العلاج النفسي لا يقتصر فقط على التحليل العميق أو العودة إلى تجارب الطفولة، بل يشمل العلاج السلوكي المعرفي، والعلاج الديناميكي التأهيلي، وهي طرق فعالة تساعد المريض على فهم مشكلته والتعامل معها بوعي ومرونة.
كيفية معالجة شخص مريض نفسيًا
دعم الشخص الذي يعاني من مرض نفسي يتطلب فهمًا لطبيعة المرض، وتعاطفًا حقيقيًا مع المريض، وهذه بعض أهم النصائح التي يمكن اتباعها لمساعدته في التخلص من هذه المشكلة:
- التواصل بصورة مباشرة مع المريض، وتوضيح الاستعداد لدعمه والاستماع إليه.
- الحصول على معلومات موثوقة عن المشكلة النفسية التي يعانيها المريض، وكيفية التعامل معها.
- تشجيع المريض على استشارة طبيب نفسي مختص للحصول على تشخيص دقيق واتخاذ أولى خطوات العلاج.
- تفهم أن التعافي من المرض النفسي قد يستغرق وقتًا، لذا ينبغي التحلي بالصبر وتجنب الضغط على المريض.
ختامًا، لا يعد علاج الحالة النفسية رفاهية كما يعتقد البعض، بل هو خطوة أساسية نحو حياة متزنة وصحية، ومن المهم إدراك أهمية العلاج النفسي، والحرص على دعم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، فذلك قد يُحدث فرقًا في رحلته نحو التعافي واستعادة حياته الطبيعية.
لمزيد من المعلومات عن تأثير العلاج النفسي على الإنسان شاهدوا مقاطع الفيديو الطبية المنشورة على منصتنا المتميزة ميديكازون، المنصة الطبية المرئية الأولى في مصر والعالم العربي.
إقرأ أيضاً
- كيفية التعامل مع الزوجة العنيدة
- التفكير السلبي
- ضعف الانتصاب النفسي